لكل الناس وطن يسكنون فيه، أما نحن فلنا وطن يسكن فينا

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

دراسة: في تجربة عفيفة الحصني الشعرية

في تجربة عفيفة الحصني الشعرية

د.يوسف حطيني

عاشت الشاعرة العربية السورية أفراح الأمة وأتراحها، وذاقت حلاوة النصر القومي العظيم الذي تمثل في وحدة سورية ومصر، وتجرعت علقم انفصالهما، وهجّرت من الوطن الذي رضعت مبادئه، بسبب موقفها الرفض لذلك الانفصال البغيض، ولم تتسن لها العودة إليه إلى في ظل الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد فعادت تلثم الفيحاء، وتعانق ذرات هوائها (6/10):
وعدت إلى الفيحاء ألثم تربها وأرنو بطرف شاقه الحسن والطهر
أعـانق ذرات الهـواء نقية وأستاف جواً في نسيماته البحر
وقد طرحت الشاعرة عفيفة الحصني في دواوينها الستة عدداً كبيراً من الموضوعات التي يمكن أن نقسمها إلى مرحلتين، تمثل المرحلةَ الأولى دواوينها الثلاثة التي حملت عناوين "وفاء" و"شهيد التضحيات" و"ولاء" وقد صدرت أعوام 1966 و1970 و1971 على التوالي في القاهرة، وأما المرحلة الثانية فتمثلها الدواوين الثلاثة الباقية التي صدرت في دمشق أعوام 1979 و1989 و2000، وهي "عازفة القيثار" و"سراب البحر" و"وطني".
وفي الواقع أن المرحلة الأولى التي انتهت بوفاة جمال عبد الناصر كانت أقل قدرة على التعامل مع الشعر ومع التطورات السياسية، وأقل توغلاً في صميم علاقة الشاعر مع الجماهير، كما كانت أقل تنوعاً في الموضوعات من المرحلة الثانية، لأنها كانت مقيدة حينذاك بسحر شخصية عبد الناصر، وفي ذلك القيد الذهبي احتل القائد، في الغالب، مكان الجماهير، وصار النصر من صنعه، فهي تقول عن معركة بورسعيد (1/ ص34):
لما تمادى المجرمون وعربدوا وتلبـسوا بالإثم إثم الغادرين
شلت عزيمتهم بطولة ناصر فتمرغت بالترب هام الآثمين
من هنا طغت شخصية عبد الناصر على شعرها طغياناً ملفتاً، وصارت الشاعرة تهنئه بعيد الفطر وعيد الأضحى، وفي أعياد ميلاده عاماً بعد عام، وفي زواج ابنته، وميلاد حفيدته، وفي عيد الثورة، وتتمنى له الشفاء في مرضه، وتفرح في شفائه، مما جعل شعرها في تلك المرحلة سجلاً حياتياً له ولأسرته. تقول الشاعرة بمناسبة مجيء رمضان (1/18):
رمضان يا شهر الجهاد وروحه اليوم تبعث سالفَ الأعياد
هنئ جمالاً بالصيـام وقل له يا منقـذ الأديان والأمجاد
والشاعرة إذ تعود إلى التاريخ وتستذكر أبطاله الغرّ الميامين، تربط بين الماضي والحاضر، وترى أن جمال عبد الناصر هو امتداد طبيعي لخالد وصلاح الدين (1/ ص ص45_46):
سـائلوا تاريخنا يـبدِ لـكم ما جـهلتم في ثـنايا الكتب
خـالد دانـت لـه ممـلكة وعـروش شمسـها لم تغب
وصلاح الدين أردى غزوكم بثـبات وبجيـش لجـب
وجـمال هل علمتم من جما ل زعـيماً للنـضال العربي
ولا شك أن هذا الانشغال بتفاصيل حياة هذا الزعيم القومي أفرز لدى الشاعرة تكراراً لكثير من المعاني، خاصة في باب التهاني والتبريكات، إن جاز لنا التعبير، فثمة على سبيل المثال أربع قصائد كتبتها الشاعرة في أعياد ميلاده، تعبر فيها جميعاً عن فرحاً وأمنياتها التي تتكرر فيها، ولا تخرج عن تلك المعاني، تقول في مطلع إحدى قصائدها (3/ص44):
اليمن زغرد في الصباح الباكر وتبسمت روضـاته للزائر
والشعب صاح مهنئاً ومبشراً اليوم عيد جمال عبد الناصر
لقد كانت عفيفة الحصني متعلقة بذلك الزعيم القومي تعلقاً صوفياً أبعد قصيدتها عن التعمق في قضايا المجتمع العربي الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، لذلك تترك الشاعرة الآلام والآمال التي يتغنى بها الآخرون لتحدثنا عن ليلة القدر التي تلتقي فيها جمالاً فتقول (2/ص 48):
أليلة قدر تشـع الضياء وتبدي محيا ملاك السماء
رأيت بعيني وقلبي جمالاً تحـف بـه هالة العظماء
رأيت العروبة في ساعديه تدك الضلال صباح مساء
غير أن هناك قصائد تعد على أصابع اليد الواحدة تنتمي إلى تلك المرحلة ولكنها تحلق خارج سرب الدواوين الثلاثة الأولى، لعل أجملها قصيدة عنوانها "الحرية"، تتحدث عن طائر أسير في لغة عذبة تنتصر لحرية الإنسان، ومطلعها (1/ص153):
ملأ النفس شجوناً وأسى طائر في سجنه ينتحبُ
أما في المرحلة الثانية، فيبدو لي أن وفاته كان لها أثر كبير على تفتح شاعريتها، وغنى موضوعاتها، إذ اكتشفت بعد ذلك أن ثمة أشياء كثيرة يمكن الحديث عنها، فبدءاً من ديوانها الرابع "عازفة القيثار" صرنا نقرأ عن الزهر والزيتون والنهر والنبع، والأم والمعلم، وصرنا نقرأ عن القضية القومية والوطنية في إطارها الإنساني، إذ نطالع رسالة من شهيد طيار إلى أمه، ونقرأ عدة قصائد عن دمشق الفيحاء. وبالتالي، فقد انتقلت الشاعرة مع وفاة عبد الناصر ذلك الانتقال الفذ من تأريخ القائد إلى تأريخ الوطن راصدة أحداثه الكبرى، فثمة قصيدة عن الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد، وثمة قصيدة عن حرب تشرين (أو حرب رمضان) التي ترصد بطولة الجماهير العربية (4/ص 137و138)
رمضان شهر النصـر والأمجاد تحلو بصومك وحدة الأعياد
أشبال قومي في رباطة جأشهم أحـيوا مـآثر خالد وزياد
صعدوا ذرى الشيخ الملبد ثلجه واستأسدوا في القصف والإيقاد
ولعلنا نذكر هنا بإكبار أن الشاعرة ذهبت إلى إحدى القواعد الصاروخية في 13/11/1973 لتلقي قصيدة على مسامع الجنود المرابطين على خط النار لتؤكد أن الشعر مصباح يضيء الطريق للجميع (5/29):
يا رايـة الأحـرار والأمجاد حي البطولة في حمى الآساد
وترنمي بالمعجزات وأبشري بالنصر ينقذ جنة الأجداد
ومع تطور المسيرة الشعرية للشاعرة أخذت الوحدة مفهوماً جديداً، وأصبحت ضرورة تاريخية أكثر من كونها إنجازاً شخصياً، فهي ترصد بشائر الوحدة بين سورية وليبيا في إطار الدور القومي الذي يمكن أن تضطلع به، تقول الشاعرة: (5/41)
يا وحدة ترعش الأعداء معلنة بشائر الفتح للأقصى وجولانا
عاد الربيع إليك اليوم مبتهجاً عاد الجمال يرد القفر بسـتانا
لقد صرنا نقرأ بكثير من الغبطة تلك القصائد التي تتحدث عن بطولة الجماهير، وتكبر المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، حيث ويعانق يوسف العظمة الشهيدة اللبنانية سناء محيدلي التي تعانق بدورها طفل الحجارة، مما يجعل التاريخ العربي لديها سلسلة من البطولات، ففي قصيدة بعنوان "سلمت أيدي الحجارة" تصف عفيفة المعركة الدائرة بين الهمجيين الصهاينة والأطفال وترصد الصمود الأسطوري لهؤلاء فتقول: (5/ص64):
صور التعذيب شتى
صاغها باسم الحضارة
فانحنت هاماتها
تعنو لأطفال الحجارة
للتصدي والتحدي
ولمن ردّ إلى الحق اعتباره.
لقد تفتحت عينا الشاعرة على مفاتن الوطن، وكبر الوطن في نظرها، وصارت الأرض على كبرها، و شجرة الزيتون الصغيرة على صغرها تعنيان قلباً نابضاً بالعروبة، فالأرض تقول (4/65) :
جوعان
يا ولدي الأمين
والنفط في جوفي
كنوز العالمين.
أما الزيتونة التي غرستها الشاعرة بيديها، فغدو ذات دلالة قريبة تحيل على الشخصي، ودلالة عامة تحيل على الوطني والإنساني. تقول الشاعرة (4/ص33):
غرستها في روضتي
رويتها بدمعتي
فأزهرت أفنانها
في مقلتي
وأينعت أثمارها
في مهجتي
وزيتها أنار لي
مسيرتي
يا ليت لي مليون عين
أحمي بها زيتونتي
كما تجسد تطور موضوعها الشعري حين انفتح على الآفاق الإنسانية الرحبة، وغدت تحصد انتصارها في كل فعل إنساني تقوم به، تقول في واحدة من أروع قصائدها (4/127):
إذا ما اسطـعت إنقاذاً لقلب كاد ينفجر
وإن واسيـت مكلوماً تعيساً بات ينصهر
وإن أرجعت عصفوراً لعـش هده بشر
فعيشي في الدنى روض لـه زهـر له ثمر
وتلتفت الشاعرة إلى إفريقية السوداء، لتهنئها ببزوغ فجر الحرية للزنوج، وتنجح في قلب دلالات الألوان، إذ يغدو النور رمزاً لهم فيما يكون الظلام رمزاً للذين اغتصبوا منهم إنسانيتهم (6/ص93):
هزم النور الظلامْ
وصحا فجر بإفريقيا
يصون الكبرياءْ
أدرك العالم أن السود
أحياء بشرْ
ليس للبيض عليهم
فضل زهر أو ثمرْ
* * * *
من حيث البناء الفني للقصيدة تقدم عفيفة الحصني قصيدة موزونة، عملت على تطويرها تدريجياً، إذ انتقلت من سيطرة الفكرة إلى سيطرة الشعر والغنائية، ومن سيطرة البحر الشعري إلى قصيدة التفعيلة، وإذا كان ثمة غلبة ساحقة للقصيدة ذات الوزن التقليدي، فإن ثمة تطوراً في التعامل مع عناصر هذه الموسيقى. وقد اغتنى شعرها بالحوار من خلال قصصها ومسرحياتها الشعرية التي امتدت على مساحة دواوينها، فثمة مسرحية شعرية بعنوان فلسطين الحبيبة، وقصة تصور حادثة الإفك المشهورة في التاريخ الإسلامي، وقصص شعرية عن "عازفة القيثار" و"خديجة" وعن الشاعر التركي ناظم حكمت وزوجته،كانت إدارة الحوار الشعري في القصص الشعرية والمسرحيات الشعرية: حادثة الإفك.
مسرحية شعرية بعنوان فلسطين الحبيبة، ويمكن الاستشهاد هنا بقصيدة "البريئة" التي تحكي قصة عائشة وحادثة الإفك، تقول عن عائشة (1/ص129):
وليل ضرير النجم أمسـت تبثه حديثَ الهوى القدسيِّ والحبِّ والسحرِ
ضحية أفـاك تـناول عشـها بتهـمة إغـواء أشـدّ مـن الكـفر
وتبدو الصورة الشعرية تقليدية إلى حد بعيد، وخاصة في بداية مسيرتها الشعرية، فهي مستمدة من التاريخ لا من الواقع، فالشاعرة تقول في قصيدة عن بورسعيد فاضحة شراسة الدول الاستعمارية (1/ص42):
أنشبت أظفار فـهد غـاشم واستمدت سمها من عقرب
وغزت سيناء غدراً في الدجى في ضباب من دخان الريب
وتقول في قصيدة أخرى (1/ص57):
أخذت بسحر الدار لما عرفتها وحار جناني كالشريد بلا فهم
كأني لم أرغب بلـقيا جمالها ولا طال ليلي في السهاد بلا نجم
وتفيد الشاعرة في شعرها من التراث العربي والإسلامي وتحيل عليه، فثمة إحالات إلى القرآن الكريم والحديث النبوي وشعر العرب في العصور السالفة وفي العصر الحديث، فمن إشاراتها الواضحة إلى القرآن الكريم قولها بعد نكسة الانفصال عن دور جمال عبد الناصر في الوحدة (1/56ـ57):
ومضى بنا ربانها ببسـالة يعلو جبال الموج وهو مثابر
لكنما ثقب السفينة مجرم فأحاط بالركب الطليق مخاطر
وفي حديثها عن فضائل الوحدة بين سورية ومصر تفيد في الصياغة الشعرية من الحديث النبوي، فتقول (1/83):
وقد غـدونا بـأرواح وأفئدة بفضـل وحدتنا أهلاً وإخوانا
ما إن شكا العضو إلا عمنا ألم فنـحن نسـعفه شيباً وشبانا
كما نستطيع أن نقرأ في شعرها إحالات إلى الشعر فنقرأ تقاطعات جميلة مع الشابي والمعري وأبي فراس الحمداني، وتتخذ هذه التقاطعات أشكالاً مختلفة، إذ تأخذ حيناً بيتاً للشابي وتضمنه في قصيدة لها، كما يبدو ذلك في قصيدتها عن السد العالي، ودور عبد الناصر في بنائه:
وحققَ معـجزة تـزدهـي بها شـمس أمـجادنا والقـمر
تدر على الشعب خيراً عميماً وتحميه مـن نكـبات الضـرر
"إذا الشعب يوماً أراد الحـياة فلابـد أن يسـتجيـب القدر"
كما تتخذ الإحالة شكلاً آخر حين تذكرنا الشاعرة من خلال البحر والقافية بقصيدة شهيرة لشاعر من الشعراء، فهي تعارض أبا فراس الحمداني، في قصيدة "أراك عصي الدمع" إذ تقول:
أبينا انحناء للكـوارث والبـلى وقلنا لباني السد أنت لنا الذخر
وهي تعارض التنبي الذي يضيق بمصر وكافورها في داليته الشهيرة، ولكنها لا تخفي سعادتها بمصر وعبد الناصر، إذ تقول (1/ص63):
عيد سعيد وألحـان وتغـريد في طيّـه أمـل ترنو له البيد
فاسعد جمال بعيد صنت بهجته نبراسه العدل والإيمان والجود
ولعل أكثر تجاربها نجاحاً في هذا المجال قصيدتها "بين المتنبي وخولة"، إذ تنجح في استخدام أبيات المتنبي برشاقة نادرة، على الرغم من أنها تغير في بعض الأحيان بعض كلمات بيته لتلحقه بوزن قصيدتها وقافيتها، تقول في المقطع الأول (5/90)
"لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي" ينـوء بطرف مستهام مؤرّق
ودونك دلّ الغـانيات يـروعني ودوني قلبي العِفّ يرنو ويتقي
أخولة مالي أكتم الحـب والهوى يمـزق أحشائي بسهم محدق
لسحرك إعيائي وسهدي ولوعتي "وللحب ما لم يبق منه وما بقي"
وفي موسيقى القصيدة تبدو عفيفة الحصني مغرمة بالبحور الخفيفة ومجزوءاتها، وإذا سلمنا أن ثمة علاقة بين موسيقى البحر وموضوعه، فإن المرء لا يميل في وهمي إلى قبول المجزوءات الراقصة للتعبير عن غرض الرثاء لأن تلك الموسيقى لا تناسب جلال الموضوع، فالشاعرة تستخدم مجزوء الرمل في رثاء عبد الناصر قائلة (2/5):
يا شهيد التضحيـاتِ عظّـم الرحمن أجره
في جنان الخلد يا من وهب الأوطان عمره
صاغك الله لشعـب العرب نبراساً ونُصره
غير أن الشاعرة تنجح في بعض الأحيان في الإفادة من البحر والقافية، فها هي ذي تتحدث عن فلسطين مستخدمة قافية وروياً ألصق ما يكون بالموضوع (4/ص107):
يا كعبة القدس ملء القلب شكواها يا أنة نبضةُ الأحرار شكواها
ولا تحفل الشاعرة كثيراً بالتصريع في مطلع قصائدها، ولا يخفى ما للتصريع من أثر كبير في ترسيخ القافية في أذن المتلقي، وفي إضفاء غنائية تساعد في وصول القصيدة إليه، ولنا هنا أن نستشهد بأحد الأمثلة القليلة التي تعتمد عليه فهي تقول في رثاء جمال عبد الناصر (2/58):
أمـةُ العـرب في حداد عميق أي خطـب مجلجـل وسحيق
أي عـين لم تبـك ناصر قومي أي قلـب لا يصطلي بالحريق
ولا بد لنا أن نشير إلى بعض الهنات في موسيقى قصيدتها مثل عدم الانتباه إلى ألف التأسيس، وتغيير البحر بين مقاطع القصيدة، إضافة إلى بعض الكسور الوزنية.
ولا يعدم المرء محاولات تجديدية في الموسيقى، ولكن تلك المحاولات لم تتعدَ تنوع القافية في قصيدة تبنى على الرباعيات، إلا في بعض القصائد التي لجأت فيها إلا استخدام نظام التفعيلة، على نحو ما نجد في قصيدة تخاطب فيها الشاعرة اسمها بخور مريم(4/ص30):
أذهلتني بمحاسن
جلت عن الوصف الدقيق
ورويت لي في طيها
أسرار أنباء الشروق
يا بسمة المعنى الدقيق
يا خفقة في القلب
تشدو لحن أنغام الكبار
لحناً ذكياً
حار في أمواجه
شط الصغار
بقي أخيراً أن أشير إلى أمرين في غاية الأهمية الأول أنني أكن كثيراً من التقدير للتجربة القومية الرائدة لجمال عبد الناصر، ولكنني أنبه على ضرورة فتح الآفاق الشعرية إلى أوسع مدى ممكن، والثانية أن الصفة التي تلفت النظر في تجربة الحصني هي الصدق الفني والذاتي، وهو صفة نادرة الوجود في هذه الأيام.