لكل الناس وطن يسكنون فيه، أما نحن فلنا وطن يسكن فينا

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

قصص قصيرة جداً: مفردات وطن

مفردات وطن

د. يوسف حطيني

1- زجاجة حارقة
أبراهام الذي بال في ثيابه، في معركة الكرامة، أبراهام القائد صاح: إنه من المطلوبين.
على الأرض الندية، ودّع طفلٌ شهوره العشرة، كانت في يده زجاجة .. حليب.!
1987
2- تحدٍّ
الجنود الأذكياء ألقوا القبض على أزقة المخيم، صاحت الجدران: المجد للانتفاضة.
1987
3- إصرار
البنت الصغيرة لا تعرف اليأس، حملت عكازها، ذكرى قدمها الراحلة، وانطلقت تلعب مع الأطفال.
1988


4- دموع مؤجلة
حين جاؤوا لاعتقاله لم تذرف دمعة واحدة، في الليل: عانقت طفلهما والوسادة المبللة.!
1990
5 ـ تحرير
استل السيد الأعظم غمده وحطته وعقاله، وانطلق يشعل حرب التحرير، هزّ رأسه موافقاً أو متسائلاً أو نافياً، ارتجفت شفتاه: سنجعل من فلسطين طروادة جديدة.
لم يكن لديه أخيل أو سيف أو حصان.
1992
6 ـ رمال
في اجتماع مهم قررتْ الرمال أن تلتصق فيما بينها التصاقاً حميماً.
فمنذ أكثر من قرن، والغرباء يدوسونها بأقدامهم.
وحين غسلها الدم الفلسطيني، قال لها: كوني…
فكان حجر
وكان وطن
وكانت انتفاضة
1987
7 ـ حرية
حين أخذوه إلى السجن، قال لأمه العجوز أخرجي العصفور من القفص.
1989

8 - وجهات نظر
قال المعلم: أهلاً بكم في العام الجديد.
قال الجنود: تغلق المدرسة حتى إشعار آخر.!
1988

9 ـ متبرّعان!
حين كانوا مقبلين نحوه يجمعون تبرّعات لصالح انتفاضة الأقصى الشريف فكّر:
:خمسون ليرة لا تكفي لعشائي مع أولادي الثلاثة.
:لا يا رجل، خمسة عشرة ليرة أشتري بها فلافل، وعشر ليرات للخبز، سأتبرّع بخمسة وعشرين.
وحين صاروا إلى جانبه تماماً كان قد اتخذ قراراً خطيراً.
* * *
في مـدينة بعـيدة عن الـوطن خلع رجل ما بذلته وسراويله وكرامته في حضرة امرأة من نساء الشمال، ولم ينسَ قبل أن يشرب كأسه العاشر أن يتبرّع بمليون دولار للانتفاضة.
في صباح اليوم التالي تحدّثت جميع الصحف عن اليد البيضاء لصاحب العطوفة، ولكن أية صحيفة لم تكتب كلمة واحدة عن أسرة نامت دون عشاء.
2001

10 ـ فلسطين
يد تبني بيتاً.. تزرع حقلاً أخضر.. تلوح للمستقبل.. تدفعها يد آثمة نحو غربتها. يد تتشبث بالأرض تدفع عنها الغرباء.
يد كبيرة تمسك بحنان يداً غضة، تمتد أمامها في مواجهة يد تضغط على الزناد.
: مات الولد.
يد تعانق التراب، ويد ترفع شارة النصر.
2000