لكل الناس وطن يسكنون فيه، أما نحن فلنا وطن يسكن فينا

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

قصص قصيرة جداً: قصاصات في وجه العالم الجديد

قصاصات في وجه العالم الجديد

د. يوسف حطيني


1 ـ عولمة
منذ ليال بعيدة وهو يحلم بصباح مشرق، يفتح له نافذته وقلبه، وها هو ذا كعهده يفتحها، مثل كل صباح، فيرى الدم نازفاً، والثعلب منطلق اليدين، والعندليب سجيناً، يغلق النافذة، ويغمض عينيه على حلمه من جديد.
2000
2 _ كان وصار
كان إذ يخرج إلى حديقة بيته يغمره فرح غامض، فالبلبل يملأ الفضاء بصوت تغريده العذب، والناس يكرهون صوت الغراب، ويحبون الأنهار.
اليوم.. تغيرت الأحوال.. صار كلما خرج من حزنه يلفه حزن جديد، فقد صار الناس يمتعون بمنظر أنهار الدم، .. ويطربون للغراب الذي راح يعزف أجمل الألحان على جثة العالم.
2000
3 ـ وحيد القطب.
تبختر الديك بين دجاجاته دون أن تجرؤ أية منهن على أن تنظر في عينيه، سلّح نفسه بما يستطيع من الحقد والغرور، ثم انطلق إلى دجاجات الديوك القريبة ثم البعيدة، ثم انطلق إلى الديوك أنفسهم دون أن يستطيع ديك أو صوص أن ينظر في عينيه.
في صباح ما دخل الديك إلى مزرعته الكبيرة جداً، وراح يلم البيض من تحت الدجاجات والديوك على حد سواء.
2000

4 ـ مختبر
كان عبد الله يلبس عباءته الطينية، بينما يعبث الهواء بشعره الأشعث، وتفوح منه رائحة حليب النوق، دخل المختبر كي ينفض عنه غبار الطريق، بينما كان يردد قول المتنبي:
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عُرْب ملوكها عجم
وحين خرج كان يرتدي الجينز.. وتفوح منه رائحة البارفان، ويقول بينما يلتهم سندويشة الهمبرغر: دولتان لشعبين..242، 338… إلخ
2000
5 ـ كومبيوتر
نظّم لي صديقي الكومبيوتر كثيراً من أعمالي، أرشيف المكتبة والحسابات، وحركة النشر، ولكنه أخيراً تمرّد عليّ، حين سخر من غبائنا، نحن البشر، وحين طلبت منه أن يكتب قصيدة بكى وطلب مني الغفران.
1999